الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (116- 121): .شرح الكلمات: {إن يدعون}: أي ما يدعون. {إلا إناثاً}: جمع أنثى لأن الآلهة مؤنثة، أو أمواتاً لأن الميت يطلق عليه لفظ أنثى بجامع عدم النفع. {مريداً}: بمعنى ما رد على الشر والإِغواء للفساد. {نصيباً مفروضاً}: حظاً معيناً. أو حصة معلومة. {فليبتكن}: فليقطعن. {خلق الله}: مخلوق الله أي ما خلقه الله تعالى. {الشيطان}: الخبيث الماكر الداعي إلى الشر سواء كان جنياً أو إنسياً. {يمنيهم}: يجعلهم يتمنون كذا وكذا ليلهيهم عن العمل الصالح. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثاً} هذا بيان لقبح الشرك وسوء حال أهله فأخبر تعالى أن المشركين ما يعبدون إلا أمواتاً لا يسمعون ولا يبصرون ولا ينطقون ولا يعقلون. إذ أوثانهم ميتة وكل ميت فهو مؤنث زيادة على أن أسماءها مؤنثة كاللات والعزى ومناة ونائلة، كما هم في واقع الأمر يدعون شيطاناً مريداً إذ هو الذي دعاهم إلى عبادة الأصنام فعبدوها فهم إذاً عابدون للشيطان في الأمر لا الأوثان، ولذا قال تعالى: {وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً} لعنه الله وأبلسه عند إبائه السجود لآدم، {وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً} أي عدداً كبيراً منه يعبدونني ولا يبعدونك وهم معلومون معروفون بمعصيتهم إياك، وطاعتهم لي. وواصل العدو تبجحة قائلا: {ولأضلنهم} يريد عن طريق الهدى {ولأمنينهم} يريد أعوقهم عن طاعتك بالأماني الكاذبة بأنهم لا يلقون عذاباً أو أنه سيغفر لهم. {ولآمرنهم} فيطعوني {فليبتكن آذان الأنعام} أي ليجعلون لآلهتهم نصيباً مما رزقتهم ويعلمونها بقطع آذانها لتعرف أنها للآله كالبحائر والسوائب التي يجعلونها للآلهة. {ولآمرنهم} أيضاً فيطيعونني فيغيرون خلق الله بالبدع والشرك، والمعاصي كالوشم والخصي. هذ ما قاله اليطان ذكره تعالى لنا فله الحمد. ثم قال تعالى: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً} لأن من والى الشيطان عادى الرحمن ومن عادى الرحمن تم له والله أعظم الخسران يدل على ذلك قوله تعالى: {يعدهم ويمنيهم} فيعوقهم عن طلب النجاة والسعادة {وما يعدهم الشيطان إلا غروراً} إذ هو لا يملك من الأمر شيئاً فكيف يحقق لهم نجاة أو سعادة إذاً؟ وهذا حكم الله تعالى يعلن في صراحة ووضوح فليسمعوه: {أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً} أي معدلاً أو مهرباً. .من هداية الآيات: 2- عبدة الأصنام والأوهام والشهوات والأهواء هم في الباطن عبدة الشيطان إذ هو الذي أمره فأطاعوه. 3- من مظاهر طاعة الشيطان المعاصي كبيرها وصغيرها إذ هو الذي أمر بها وأطيع فيها. 4- حرمة الوشم والوسم والخصاء إلا ما أذن فيه الشارع. 5- سلاح الشيطان العدة الكاذبة والأمنية الباطلة، والزينة الخادعة. .تفسير الآية رقم (122): .شرح الكلمات: {وعملوا الصالحات}: الطاعات إذ كل طاعة لله ورسوله هي عمل صالح. {قيلاً}: أي قولاً. .معنى الآية الكريمة: .من هداية الآية: 2- صِدْق وعْدِ الله تعالى، وصِدق قوله عز وجل. 3- وجوب صِدق الوعد من العبد لأن خلق الوعد من النفاق لحديث: «وإذا واعد أخلف». - وجوب صدق القول والحديث لأن الكذب من النفاق لحديث وإذا حدث كذب. .تفسير الآيات (123- 126): .شرح الكلمات: {أهل الكتاب}: اليهود والنصارى. {سوءاً}: كل ما يسيء من الذنوب والخطايا. {ولياً}: يتولى أمره فيدفع عنه المكروه. {نقيراً}: النقير: نقرة في ظهر النواة. {ملة إبراهيم}: عبادة الله وحده لا شريك له بما شرعه الله تعالى. {خليلاً}: الخليل: المحب الذي تخلل حبه مسالك النفس فهو أكبر من الحبيب. {محيطاً}: علما وقدرة إذ الكون كله تحت قهره ومدار بقدرته وعلمه. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- الجزاء أثر طبيعي للعمل وهو معنى {ومن يعمل سوء يجز به} {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة}. 3- فضل الإِسلام على سائر الأديان. 4- شرف إبراهيم عليه السلام باتخاذه ربه خليلاً. 5- غنى الله تعالى عن سائر مخلوقاته، وافتقار سائئر مخلوقاته إليه عز وجل. .تفسير الآيات (127- 130): .شرح الكلمات: {وما يتلى عليكم}: يقرأ عليكم في القرآن. {ما كتب لهن}: ما فرض لهن من المهور والميراث. {بالقسط}: بالعدل. {نشوزاً}: ترفعاً وعدم طاعة. {وأحضرت الأنفس الشح}: جبلت النفوس على الشح فلا يفارقها أبداً. {فتذروها كالمعلقة}: فتتركوها كالمعلقة ما هي بالمزوجة ولا المطلقة. {من سعته}: من رزقه الواسع. {وكان الله واسعاً حكيما}: واسع الفضل حكيماً يعطي فضله حسب علمه وحكمته. .معنى الآيات: فلم هذه المراجعات والاستفتاءات؟؟ وقوله تعالى: {وأن تقوموا لليتامى بالقسط} أي وما تلى عليكم في أول السورة كان آمراً إياكم بالقسط لليتامى والعدل في أموالهم فارجعوا إليه في قوله: {وآتوا اليتامى أمواله ولا تبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً} وقوله تعالى في ختام الآية: {وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم} حث لهم على فعل الخير بالإِحسان إلى الضعفين المرأة واليتيم زيادة عل توفيتهما حقوقهما وعدم المساس بها. هذا ما دلت عليه الآية الكريمة {ويستفتونك.....} إلخ. أما الآية الثانية (128): {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً} فقد تضمنت حكماً عادلاً وإرشاداً ربانيا سديداً وهو أن الزوجة إذا توقعت من زوجها نشوزاً أي ترفعاً عليها أو إعراضاً عنها، وذلك لكبر سنها أو لقلة جمالها وقد تزوج عليها غيرها في هذا الحال في الإِمكان أن تجري مع زوجها صلحاً يحفظ لها بقاءها في بيتها عزيزة محترمة فتتنازل له عن بعض حقها في الفراش وعن بعض ما كان واجباً لها وهذا خير لها من الفراق. ولذا قال تعالى: {والصلح خير} وقوله تعالى: {واحضرت الأنفس الشح} يريد أن الشح ملازم للنفس البشرية لا يفارقها والمرأة كالرجل في هذا إلا أن المرأة أضن وأشح بنصيبها في الفراش وبباقي حقوقها من زوجها. إذاً فليراع الزوج هذا ولذا قال تعالى: {وإن تحسنوا} أيها الأزواج إلى نسائكم {وتتقوا} الله تعالى فيهن فلا تحرموهن ما لهن من من حق في الفراش وغيره فإن الله تعالى يجزيكم بالإِحسان إحساناً بالخير خيراً فإنه تعالى {بما تعملون خبير}. هذا ما دلت عليه الآية (128) وأما الآية الثالثة (129) وهي قوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً} فقد تضمنت حقيقة كبرى وهي عجز الزوج عن العدل بين زوجاته اللائي في عصمته فمهما حرص على العدل وتوخاه فإنه لن يصل إلى منتهاه أبداً والمراد بالعدل هنا في الحب والجماع. أما في القسمة والكساء والغذاء والعشرة بالمعروف فهذا مستطاع له، ولما علم تعالى هذا من عبده رخص له في ذلك ولم يؤاخذه بميله النفس كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك» والمحرم على الزوج هو الميل الكامل إلى إحدى زوجاته عن باقيهن، لأن لك يؤدي أن تبقى المؤمنة في وضع لا هي متزوجة تتمتع بالحقوق الزوية ولا هي مطلقة يمكنها أن تتزوج من رجل آخر تسعد بحقوقها معه وهذا معنى قوله تعالى: {فتذروها كالمعلقة} وقوله تعالى: {وإن تصلحوا} أي أيها الأزواج في أعمالكم وفي القسم بين زوجاتكم وتتقون الله تعالى في ذلك فلا تميلوا كل الميل، ولا تجوروا فيما تطيقون العدل فيه فإنه تعالى يغفر لكم ما عجزتم عن القيام به لضعفكم ويرحمكم في دنياكم وأخراكم لأن الهل تعالى كان وما زال غفوراً للتائبين رحيماً بالمؤمنين. هذا ما دلت عليه الآية الثالثة أما الآية الرابعة (130) وهي قوله تعالى: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعاً حكيما} فإن الله تعالى يعد الزوجين الذين لم يوفقا للإِصلاح بينهما لشح كل منهما ماله وعدم التنازل عن شيء من ذلك يعدهما ربهما إن هم تفرقا بالمعروف أن يغني كلا منهما من سعته وهو الواسع الحكيم فالمرأة يرزقها زوجاً خيراً من زوجها الذي فارقته، والرجل يرزقه كذلك امرأة خيراً مما فارقها لتعذر الصلح بينهما. .من هداية الآيات: 2- استحباب الصلح بين الزوجين عند تعذر البقاء مع بعضهما إلا به. 3- تعذر العدل بين الزوجين في الحب والوطء استلزم عدم المؤاخذة به واكتفى الشارع بالعدل في الفراش والطعام والشراب والكسوة والمعاشرة بالمعروف. 4- الترغيب في الإِصلاح والتقوى وفعل الخيرات. 5- الفرقة بين الزوجين إن كانت على مبدأ الإِصلاح والتقوى أعقبت خيراً عاجلاً أو آجلاً. .تفسير الآيات (131- 134): .شرح الكلمات: {وصينا}: عهدنا إليهم بذلك أي بالتقوى. {أوتوا الكتاب}: اليهود والنصارى. {الوكيل}: من يفوض إليه الأمر كله ويقوم بتدبيره على أحسن الوجوه. {ثواب الدنيا}: جزاء العمل لها. {ثواب الآخرة}: جزاء العم لها وهو الجنة. {سمعيا بصيراً}: سميعاً: لأقوال العباد بصيراً: بأعمالهم وسيجزيهم بها خيراً أو شراً. .معنى الآيتين: هذ ما تضمنته الآية الأولى (131) أما الآية الثانية (132) فقد كرر تعالى فيها الإِعلان عن استحقاقه حافظاً ووكيلاً. وفي الآية الثالثة (133) يخبر تعالى أنه قادر على إذهاب كافة الجنس البشري واستبداله بغيره وهو على كل ذلك قدير، فقال تعالى: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين} وذلك لعظيم قدرته وكفاية كالته. وفي الآية الرابعة والأخيرة في هذا السياق (134) يقول تعالى مرغباً عباده فيما عنده من خير الدنيا والآخرة من كان يريد بعمله ثواب الدنيا {فعند الله ثواب الدنيا والآخرة} فلم يقر العبد عمله على ثواب الدنيا، وهو يعلم أن ثواب الآخرة عن دا لله أيضاً فليطلب الثوابين معاً من الله تعالى، وذلك بالإِيمان والتقوى والإِحسان، وسيجزيه تعالى بعلمه ولا ينقصه له وذلك لعلمه تعالى وقدرته، {وكان الله سميعاً بصيراً}، ومن كان كذلك فلا يخاف معه ضياع الأعمال. .من هداية الآيات: 2- غنى الله تعالى عن سائر خلقه. 3- قدرة الله تعالى على إذهاب الناس كلهم والإِتيان بغيرهم. 4- وجوب الإِخلاص في العمل لله تعالى وحرمة طلب الآخرة بطلب الدنيا. .تفسير الآيات (135- 137): .شرح الكلمات: {بالقسط}: بالعدل وهو الاستقامة والتسوية بين الخصوم. {شهداء}: جمع شهيد: بمعنى شاهد. {الهوى}: ميل النفس إلى الشيء ورغبتها فيه. {تلووا}: أي ألسنتكم باللفظ تحريفاً له حتى لا تتم الشهادة على وجهها. {تعرضوا}: تتركوا الشهادة أو بعض كلماتها ليبطل الحكم. .معنى الآيات: هذه الآية الكريمة يدخل فيها دخولاً أولياً من شهدوا لأبناء أبيرق بالإِسلام والصلح كما هي خطاب للمؤمنين إلى يوم القيامة وهي أعظم آية في هذا الباب فليتق الله المؤمنون في شهادتهم. أما الآية الثانية (136): {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله} فهي في خطاب أهل الكتاب خاصة وفي سائر المؤمنين عامة فالمؤمنون تدعوهم إلى تقوية إيمانهم ليبلغوا فيه مستوى اليقين، أما أهل الكتاب فهي دعوة لهم للإِيمان الصحيح، لأن إيمانهم الذي هم عليه غير سليم فلذا دعوا إلى الإِيمان الصحيح فقيل لهم {آمنوا بالله ورسوله} محمد {والكتاب الذي نزل على رسوله} وهو القرآن الكريم، {والكتاب لذي أنزل من قبل} وهو التوراة والإِنجيل، لأن اليهود لا يؤمنون بالإِنجيل، ثم أخبرهم محذراً لهم أن {من يكفر بالله وملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل} طريق الهدى والسعادة {ضلالاً بعيداً} لا ترجى هدايته، وعليه فسوف يهلك ويخسر خسراناً أبدياً. ثم أخبرهم تعالى في الآية بعد هذه (137) مقرراً الحكم بالخسران الذي تضمنته الآية قبلها فقال عز وجل: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا} بمحمد صلى الله عليه وسلم وكتابه وبما جاء به {لم يكن الله} أي لم يكن في سنة الله أن يغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً ينجون به ويسعدون فيه ألا فليحذر اليهود والنصارى هذا وليذكروه، وإلا فالخلود في نار جهنم لازم لهم ولا يهلك على الله إلا هالك. .من هداية الآيات: 2- حرمة شهادة الزور وحرمة التخلي عن الشهادة لمن تعينت عليه. 3- وجوب الاستمرار على الإِيمان وتقويته حتى الموت عليه. 4- بيان أركان الإِيمان وهي الإِيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر. 5- المرتد يستتاب ثلاثة أيام وإلا قتل كفراً أخذاً من قوله: {ثم آمنوا ثم كفروا}.
|